کد مطلب:239539 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:153

نصوص تاریخیة
تحدثنا كتب التاریخ : أن المأمون كان قد عرض الخلافة علی الامام أولا .. [1] لكنه (ع) رفض قبولها أشد الرفض، و بقی مدة یحاول اقناعه بالقبول؛ فلم یفلح .. و قد ورد أن محاولاته هذه، استمرت فی مرو وحدها اكثر من شهرین و الامام علیه السلام یأبی علیه ذلك [2] .

بل لقد ورد أنه (ع) كان قد أجاب المأمون بما یكره ؛ فقد :

قال المأمون للامام : «... یا ابن رسول الله، قد عرفت فضلك، و علمك، و زهدك ، و ورعك، و عبادتك ؛ و أراك أحق بالخلافة منی .. » .



[ صفحه 278]



فقال الامام (ع) : « .. بالزهد بالدنیا أرجو النجاة من شر الدنیا، و بالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم، و بالتواضع فی الدنیا أرجو الرفعة عند الله ..

قال المأمون : فانی قد رأیت أن أعزل نفسی عن الخلافة، و أجعلها لك، و أبایعك ؟! ..

فقال الامام (ع) : ان كانت هذه الخلافة لك ؛ فلا یجوز أن تخلع لباسا ألبسكه الله، و تجعله لغیرك، و ان كانت الخلافة لیست لك ؛ فلا یجوز أن تجعل لی ما لیس لك [3] .

قال المأمون : لابد لك من قبول هذا الأمر !!

فقال الامام (ع) : لست أفعل ذلك طائعا أبدا ..

فما زال یجهد به ایاما، و الفضل و الحسن [4] یأتیانه، حتی یئس من قبوله ..

و خرج ذو الرئاستین مرة علی الناس قائلا : واعجبا !! و قد رأیت عجبا !! رأیت المأمون أمیرالمؤمنین یفوض أمر الخلافة الی الرضا .



[ صفحه 279]



و رأیت الرضا یقول : لا طاقة لی بذلك، و لا قدرة لی علیه .. فما رأیت خلافة قط كانت أضیع منها [5] .



[ صفحه 280]




[1] كما نص عليه في البداية و النهاية ج 10 ص 250، و الفخري في الآداب السلطانية ص 217، و غاية الاختصار ص 67، و ينابيع المودة للحنفي ص 384، و مقاتل الطالبيين، و غير هؤلاء كثير . و سنشير في آخر هذا الفصل الي طائفة منهم أيضا ..

لكن السيوطي قال في تاريخ الخلفاء : « .. حتي قيل : أنه هم أن يخلع نفسه، و يفوض الأمر اليه .. » أما رفضه لذلك ؛ فهو أشهر من أن يذكر كما سيأتي.

[2] عيون أخبار الرضا ج 2 ص 149، و البحار ج 49 ص 134، و ينابيع المودة و غير ذلك.

[3] عبارة تاريخ الشعية ص 52 ،51، هكذا : « .. ان كانت الخلافة حقا لك من الله، فليس لك أن تخلعها عنك، و توليها غيرك . و ان لم تكن لك ؛ فكيف تهب ما ليس لك .. » و هذه أوضح و أدل.

[4] لا ندري ما الذي أوصل الحسن بن سهل الي مرو، مع أنه كان آنئذ في العراق، و لعل ذكر الحسن اشتباه من الراوي . و احتمل السيد الأمين في أعيان الشعية ج 4 قسم 2 ص 120 : أن يكون المأمون قد استدعي الحسن بهذه المناسبة الي خراسان ؛ فلما تم أمر البيعة عاد الي بغداد.

[5] راجع في جميع هذه النصوص بالاضافة الي ما تقدم : روضة الواعظين ج 1 ص 269 ،268 ،267، و اعلام الوري ص 320، و علل الشرايع ج 1 ص 236، و ينابيع المودة ص 384، و أمالي الصدوق ص 43 ،42، و الارشاد ص 310، و كشف الغمة ج 3 ص 87 ،66 ،65، و عيون أخبار الرضا ج 2 ص 140 ،149، و المناقب ج 4 ص 363، و الكافي ج 1 ص 489، و البحار ج 49 ص 136 ،134 ،129، و معادن الحكمة، و تاريخ الشيعة، و مثير الأحزان ص 261، و شرح ميمية أبي فراس ص 165 ،164، و غاية الاختصار ص 68.